إن الأرض تدور، لأنها تدور منذ البداية! فهى تدور حول نفسها في ٢٤ ساعة وحول الشمس في عام. ليفهم التلاميذ سبب دوران الكواكب (وكذا كل الأجسام المكونة للكون)، نقترح عليهم قذف بعض الكرات الصغيرة بعيداً على مسطح اللعب ومحاولة تحليل الحركات، حيث تصطدم الكرات فيما بينها وتتلقي ما نطلق عليه في علم الفيزياء "كمية الحركة" وهي التي تمنحها الانطلاقة التي ترشد حركاتها المقبلة حتى حدوث الاصطدام التالي. ونطلب من التلاميذ تتبع خط سير أحد الكرات المحددة. قد يبدو هذا الأمر أكثر سهولة باستخدام أجسام كبيرة الحجم نسبياً مثل كرات التنس على سبيل المثال أو البينج بونج بعد أن يرسموا عليها بعض الرسوم التي تسمح بتتبع الدوران، ويمكن قذفها في الهواء بعد أن نعطيها باليد دفعة تثير دورانها.
إذا ذكرنا للتلاميذ أنه عند بداية النظام الشمسي كان الأمر يشبه فراغا يوجد به أحجار تزداد حجماً شيئاً فشيئاً تصطدم ببعضها البعض، ثم تلتصق، ثم تنتظم ببطء على مدارات لتكون الكواكب، فهكذا يمكن للأطفال إدراك أن تلك الأحجار قد اكتسبت حركة الدوران حول نفسها من ناحية ثم في مدارات منتظمة من ناحية أخرى. ومن هنا نعود للإجابات المسبقة التي تفسر أن الأرض تدور حول الشمس حتى لا تقع فوقها. وهو أمر من الصعب التسليم به حيث أن تلك الحركة لا تتوقف حيث أنه لا توجد فرامل بفعل مقاومة الهواء كما هو الحال بالنسبة لجميع الحركات الأرضية. فالكرات ذاتها التي يتم قذفها داخل الماء يمكن إيقافها بسرعة أكبر بكثير. الماء/ الهواء ويقل الهواء تدريجياً حتى الوصول إلى الفراغ، حيث يزيد بطء الحركة تدريجياً ويظل هذا الوضع مستمراً.